##
السذاجة: ذكاء اجتماعي أم وسيلة تأثير؟
يوفر كتاب “السذاجة وعلم النفس الاجتماعي: الأخبار الكاذبة، نظريات المؤامرة، والمعتقدات اللاعقلانية”، تحرير جوزيف ب. فورغاس وروي ف. بوميستر، فهمًا معمّقًا لظاهرة انتشار المعتقدات الزائفة في المجتمعات المعاصرة. يجمع الكتاب 33 دراسة، تبرز الآليات النفسية والاجتماعية التي تقود الأفراد لتقبل أفكار غير عقلانية.
يربط المؤلفان السذاجة بفشل في الذكاء الاجتماعي، ما يسهل خداع الأفراد ويسهم في تشكيل قناعات غير مدعومة بالأدلة. تُعرّف السذاجة أيضاً على أنها قابلية للاعتقاد بأفكار غريبة أو غير تقليدية، مما يعكس هشاشة معرفية تعرض الأفراد للتضليل.
تتسم السذاجة بتعقيدٍ يتجاوز مجرد الخروج عن “الواقع الموضوعي”، إذ تحدد الأعراف الثقافية والفكرية ما يُعتبر ساذجًا. على سبيل المثال، يعتبر الاعتقاد بأن الأرض مسطحة سذاجة، لكنه يفتح النقاش حول كيفية إدراك أفكار جديدة والمفاهيم السائدة.
يستعرض الكتاب أيضًا تأثير التكرار على تصديق المعلومات الزائفة، حيث يمنح المعلومات مصداقية شعورية وقد ينشئ شعورًا زائفًا بالأمان. ويشير إلى أن السذاجة ليست غباء، بل استجابة ذهنية للضغوط الاجتماعية والمعرفية.
تستعرض الفصول المختلفة مواضيع مثل نظريات المؤامرة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، مقدمة رؤية شاملة حول كيفية مقاومة التضليل الإعلامي. في النهاية، يتطلب التصدي لهذه الظواهر فهماً متكاملاً للآليات النفسية والاجتماعية، لتطوير استراتيجيات فعالة في مواجهة حملات التضليل المتنامية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 5
المصدر الرئيسي : علي عباس
post-id: 15979a32-0343-4f87-aa44-3f2f440ffee4