25h Economy Category

تخفيف آلام ظهرك يبدأ من دماغك.. لا في المسكنات

Img 2139 1.jpg

تخفيف آلام ظهرك يبدأ من دماغك.. لا في المسكنات

يعاني أكثر من مليون شخص في بريطانيا من عدم القدرة على العمل بسبب مشكلات في الرقبة أو الظهر. ورغم أن “ألم الظهر” يبدو تعبيرًا بسيطًا، إلا أنه يخفي وراءه معاناة هائلة قد تسبب عجزًا كاملاً للمصابين به، خصوصًا في حالات الانزلاق الغضروفي أو متلازمات ضغط الأعصاب.

لكن المفاجأة أن الحل لهذا الألم قد لا يكون في العمود الفقري، بل في العقل. حسب “ذا تيليجراف” فقد أظهرت تجربة سريرية حديثة أن دورة علاجية لمدة ثمانية أسابيع باستخدام تقنيات مثل “الوعي الذهني” أو “العلاج السلوكي المعرفي”، يمكن أن تقلل بشكل ملحوظ من آلام الظهر لدى المرضى الذين يتناولون مسكنات أفيونية ولم يستجيبوا للعلاجات التقليدية الأخرى. وأظهرت الدراسة أن التحسن قد يستمر لمدة تصل إلى عام كامل.

رغم الغموض الذي يربط العلاقة بين الدماغ والجسد في ما يتعلق بالألم، إلا أن الأخصائية النفسية مابل مارتينيلي من “مركز كامبريدج للعلاج السلوكي والمعرفي”، والتي تعمل في علاج الألم المزمن منذ أكثر من 25 عامًا، تؤكد أن للأفكار قوة كبيرة في تخفيف الألم، تضاهي فعالية الأدوية أحيانا.

توضح مارتينيلي أن الأفكار السلبية دائما ما تترافق مع الألم المزمن، مثل أنه سيمنعنا من العيش أو سيزداد سوءا. وهنا يأتي دور العلاج السلوكي المعرفي في كسر هذه العلاقة بين الألم والأفكار والمشاعر. فعندما نغير طريقة تفكيرنا حيال الألم، يتغير الألم نفسه.

اليوم، أصبحت برامج العلاج السلوكي والوعي الذهني جزءًا من منظومة الرعاية الصحية الوطنية (NHS) للمصابين بآلام الظهر المزمنة. وفيما يلي خمس نصائح من تجربة مارتينيلي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض:

1. احتفظ بمفكرة ألم شخصية: الأفكار والمشاعر التي تزيد الألم تختلف من شخص لآخر. وتشير الأبحاث إلى أن التفكير المستمر في الألم يزيده حدة ويجعله يبدو أكثر تقييدًا للحياة. لذا فإن تدوين هذه الأفكار يمكن أن يساعد في كسر دوامة التفكير المتكرر.

2. تقبل أن الألم جزء من حياتك حاليا: من الطبيعي الشعور بالإحباط أو الغضب بسبب الألم المستمر، لكن التوتر النفسي قد يزيد الشعور بالألم.

3. الخروج للطبيعة وسيلة فعالة للتشتيت: التعرض للطبيعة يمكن أن يقلل من الإحساس بالألم، حتى لو كان ذلك من خلال مشاهدة مناظرها على الشاشة.

4. راقب متى تقلق بشأن الألم – وتمدد: تصرف الجسم تجاه الألم غالبًا ما يكون مقاومًا، وهو ما يزيد التوتر. ممارسة رياضة التمدد تساعد في تقليل التوتر الجسدي والعقلي.

5. خصص وقتا للتنفس العميق يوميا: ممارسة التنفس العميق بانتظام يمكن أن يكون كافيا لتقليل الألم.

كيف يساعد العلاج المعرفي السلوكي في كسر أنماط التفكير السلبية وتخفيف الألم؟ يعاني الأشخاص المصابون بآلام الظهر المزمنة من أفكار تلقائية تساهم في تعميق معاناتهم. العلاج المعرفي السلوكي يساعد في ملاحظة هذه الأفكار وتحديها، ما يقلل من التوتر المرتبط بالألم.

تستخدم مارتينيلي ثلاث تشبيهات أساسية لمساعدة مرضاها في تغيير تصورهم للألم، مثل التخيل بأن الألم مثل الرمال المتحركة، وكلما قاومته، غصت أكثر. هذه الأساليب لا تعني إنكار الألم، بل تعلم طرق جديدة للتعامل معه تعيد بعض السيطرة والراحة إلى حياة المصابين به.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : الاقتصادية CNN Logo
post-id: 45b61809-7ea3-457a-b059-7f3b0c788f59