قصة دامية من حرب الكوريتين.. سيول فجرا جسرا قتل المئات من جنودها

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية، التي كانت مستعمرة يابانية سابقًا، إلى دولتين. حيث أقيم في كوريا الشمالية نظام شيوعي مدعوم من الاتحاد السوفيتي، بينما اعتمدت كوريا الجنوبية نظامًا رأسماليًا بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

خلال السنوات الأولى بعد الاستقلال، حصلت كوريا الشمالية على دعم عسكري كبير من السوفييت، مما منحها تفوقًا عسكريًا على جارتها الجنوبية. ومع تصاعد التوترات بين الدولتين، شنت كوريا الشمالية هجومًا على كوريا الجنوبية، مما أدى إلى اندلاع الحرب الكورية التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات، وأسفرت عن مقتل ما بين 1.5 و3 مليون مدني وأكثر من مليوني جندي من الجانبين.

##

فوضى في سيول

في 25 يونيو 1950، بدأت قوات كوريا الشمالية، التي تمتع بالتفوق التكنولوجي والعددي، غزوها لكوريا الجنوبية، مما أثار ذهول القوى الغربية التي سارعت إلى حشد قواتها لمواجهة كوريا الشمالية وإجبارها على الانسحاب. خلال الأيام الأولى من الغزو، تقدمت القوات الكورية الشمالية بسرعة، وبحلول اليوم الثالث، اقتربت من العاصمة الجنوبية سيول، مما أدى إلى حالة من الفوضى والرعب.

ساهمت قرارات الرئيس الكوري الجنوبي سينغمان ري في تفاقم الفوضى بالعاصمة، حيث أعلن في 26 يونيو عن رفضه مغادرة المدينة، ولكنه في اليوم التالي فر مع أفراد حكومته على عجل عبر قطار خاص.

##

تفجير الجسر

خلال هذه الفوضى، أصدرت القيادة العسكرية الكورية الجنوبية أوامر في الساعة 11 صباحًا يوم 26 يونيو بنسف جسر هانغانغ لتعطيل تقدم القوات الكورية الشمالية وإتاحة الوقت لجيوش كوريا الجنوبية لتنظيم دفاعها عن العاصمة.

بدأت قوات كوريا الجنوبية بتفخيخ الجسر في الساعة 3:30 مساءً، وتم وضع حوالي 3600 كيلوغرام من المتفجرات في مناطق مختلفة منه. وفي حوالي الساعة 11 ليلاً، صدر قرار بتفجير الجسر دون تحذير السكان.

في الساعة الثانية والنصف صباحًا يوم 28 يونيو 1950، انفجر جسر هانغانغ، بينما كان العديد من رجال الأمن والجنود والمدنيين يعبرون عليه. وقد أدت هذه الكارثة إلى مقتل المئات، كما حوصر عدد كبير من الجنود الكوريين الجنوبيين في سيول تحت ضغط القوات الشمالية.

بعد الحادث، تم اعتقال الضابط شوي شانغ سي الذي فجر الجسر، وعقب محاكمة سريعة، أُعدم. لكن بعد سنوات، أعيد فتح ملف اعدامه، وتم تبرئته عندما ظهرت أدلة على أنه كان ينفذ أوامر من القيادة العسكرية.