الهلال يثبت قوة مشروع تطوير الدوري السعودي بتألقه في مونديال الأندية
أكد الهلال على قوة الدوري السعودي وتنافسيته العالية، بتألقه اللافت في كأس العالم للأندية التي تُقام في الولايات المتحدة، ونجاحه في الوصول إلى دور ربع النهائي في أول نسخة موسعة تشهد مشاركة 32 فريقاً.
نجح الهلال في الفوز على مانشستر سيتي الإنجليزي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في دور الـ16، محققاً أكبر مفاجآت البطولة، ليتابع مسيرته الرائعة التي بدأها بالتعادل مع ريال مدريد وسالزبورغ النمساوي، والفوز على باتشوكا المكسيكي بهدفين نظيفين في دور المجموعات.
الفريق المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي كان الوحيد من بين خمسة فرق عربية شاركت في البطولة الذي ذهب بعيداً، بعد خروج أندية الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي والعين الإماراتي من دور المجموعات.
جمع الهلال حتى الآن 34.1 مليون دولار من مشاركته في كأس العالم للأندية، بواقع 9.5 مليون دولار لمشاركته في البطولة، و4 ملايين دولار من التعادل في مباراتي ريال مدريد وسالزبورغ، والفوز على باتشوكا، قبل إضافة 7.5 مليون دولار مكافأة التأهل للدور الثاني، و13.1 مليون دولار من الفوز على “مانشستر سيتي” والتأهل لدور الثمانية.
هذا الرقم قد يزيد بنحو 21 مليون دولار إضافية في حال تحقيق الفوز على فلومينينسي البرازيلي في مباراة ربع النهائي المقررة يوم الجمعة، ما قد يرفع عوائد النادي إلى أكثر من 55 مليون دولار ببلوغ المربع الذهبي. سيسهم هذا المبلغ في نمو إيرادات النادي ومنحه المزيد من القدرة على تحسين جودة اللاعبين الذين يستهدف التعاقد معهم، بالإضافة إلى العوائد الأخرى التي سيتم الحصول عليها من الرعاة والنمو في العلامة التجارية للنادي.
مع بدء إعلان السعودية عن مشروع استقطاب كبار النجوم والإنفاق السخي، سعياً لوضع الدوري السعودي بين الدوريات العشرة الكبرى في العالم، تعرض المشروع للهجوم في بعض الأحيان والسخرية من حجم الإنفاق في أحيان أخرى. لكن ما فعله الهلال دفع وسائل الإعلام الكبرى في العالم إلى الاعتراف بقوة مشروع الدوري السعودي، والتأكيد على أنه يسير على الطريق الصحيح، وتحذير أندية دورياتها من منافسة الأندية السعودية.
صحيفة “ماركا” الإسبانية نشرت تقريراً بعنوان “والآن من سيعتذر لكريستيانو رونالدو”، أوضحت فيه ما تعرض له النجم البرتغالي من سخرية وانتقادات بعد قراره بالانتقال إلى الدوري السعودي، باستخدام عبارات مثل إنه يلعب من أجل المال وإنه اعتزل كرة القدم الحقيقية.
وهاجموا تصريحه الأخير بعد تجديد عقده مع النصر: “وحدهم الأشخاص الذين لم يلعبوا في السعودية أو لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم يقولون إنه ليس بين أفضل خمسة دوريات في العالم”، قبل أن يصدمهم الهلال بالفوز على مانشستر سيتي الذي أنفق منذ يناير الماضي 346 مليون يورو على ضم 9 لاعبين.
وطالب مارتن صمويل، الكاتب بصحيفة “ذا تايمز” البريطانية، في مقال رأي رابطة الدوري الإنجليزي، بعدم تجاهل قوة الأندية السعودية بعد الآن، عقب الفوز المستحق للهلال على مانشستر سيتي، مؤكداً أن ما حدث لم يكن مجرد صدفة.
وجه صمويل انتقادات قوية لريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي، بسبب تصريح سابق له قال فيه إنه لا يشعر بالقلق من النفوذ السعودي المتزايد في كرة القدم على مستوى العالم.
تكشف القيم السوقية للاعبي أندية كرة القدم في العالم عن وجود ريال مدريد في الصدارة بنحو 1.34 مليار يورو، وهو النادي الأعلى إيراداً بنهاية العام المالي 2024 بإيرادات تصل إلى 1.073 مليار يورو، حسب البيانات المالية الصادرة عن النادي. يحتل مانشستر سيتي المرتبة الثانية من حيث القيم السوقية للاعبين بنحو 1.33 مليار يورو، وهو أيضاً الثاني في قائمة الأندية الأعلى إيراداً في 2024 بنحو 715 مليون جنيه إسترليني.
أما الهلال، الذي تعادل مع ريال مدريد وانتصر على مانشستر سيتي، فتُقدر القيمة السوقية للاعبيه بنحو 158 مليون يورو، وحقق إيرادات بقيمة 1.09 مليار ريال (290.3 مليون دولار) بنهاية العام المالي المنتهي في 30 يونيو 2024.
رغم التباين الواضح في الأرقام والفوارق المالية الكبيرة، أثبت الهلال أنه قادر على مواجهة الكبار ومنافستهم والانتصار عليهم.
لم يسلك الهلال طريق منافسيه في فترة الانتقالات الاستثنائية التي سبقت كأس العالم للأندية، رغم رغبته في تدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين، خاصة في خط الهجوم، بسبب الإصابات المتلاحقة لهدافه ميتروفيتش، لكن النادي واجه صعوبات عديدة بسبب مغالاة الأندية واللاعبين، التي وصلت لحد الابتزاز وفقاً لوصف فهد بن نافل، رئيس النادي.
قال رئيس نادي الهلال عقب تأهل فريقه لدور الـ16 من كأس العالم للأندية، رداً على عدم ضم لاعبين في فترة الانتقالات الاستثنائية: “الإدارة الرياضية مطلعة على جميع التفاصيل، ولم نقبل أن يُبتز الهلال في أي صفقة. لم يكن هدفنا مجرد إبرام التعاقدات، بل كان هدفنا تعزيز الفريق بشكل حقيقي”.
وأضاف: “كنا نبحث عن مهاجم بعد إصابة مهاجمنا الأساسي، وهذا قضاء الله وقدره، لكن لدينا ثقة كاملة في ماركوس ليوناردو”. كان الهلال، وفقاً للتقارير، على وشك ضم النيجيري فيكتور أوسيمين من نادي نابولي الإيطالي، لكن الصفقة تعطلت في اللحظات الأخيرة قبل البطولة ولا يزال الهلال يسعى لضم اللاعب.
برحيل نيمار عن الهلال في يناير 2025، خلت قائمة الفريق من الأسماء ذات الشهرة الكبيرة أو النجم الأول، على غرار رونالدو مع النصر، وبنزيما في الاتحاد، ومحرز مع الأهلي. ولم يتعاقد الهلال حتى الآن مع بديل، وعلى الرغم من ضغط الجماهير، ظلت الإدارة صامدة في بحثها عن الحلول المناسبة لتحقيق الفريق لنتائج أفضل.
أثبتت الإدارة صحة رؤيتها بتقديم المدرب إنزاغي أولاً، مما كان نقطة تحول في أداء الفريق بفضل خططه التي نجحت في مواجهة فرق لها سمعة كروية كبيرة، مع تأجيل التعاقد مع لاعبين جدد إلى ظروف أكثر ملاءمة.
نجح إنزاغي في توظيف اللاعبين وإعادة بريقهم المفقود طوال الموسم، وعرض بعضهم في أفضل شكل ممكن إذا أراد النادي تسويقهم، مثل البرازيلي مالكوم ومواطنه ماركوس ليوناردو بطل مباراة مانشستر سيتي الذي يبلغ من العمر 22 عاماً فقط.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
post-id: 3a94c589-733e-48e0-8ba8-56515c83c6aa