عايدة الأيوبي: العودة للغناء كانت شوقًا لا خطة.. وأستعد لفيلم سينمائي

وسط أجيال متعاقبة من الأصوات النسائية، تظل عايدة الأيوبي تحتفظ بمكانة استثنائية في قلوب الجمهور، ليس فقط بفضل صوتها العذب وألحانها الدافئة، بل أيضًا لما تمثله من صدق إنساني وفني نادر. اختارت الفنانة أن تمشي بخطى هادئة، تغني عندما يكون في قلبها ما يستحق أن يُغنّى، وتنسحب عند شعورها بأن الصمت أبلغ.

في حديث لها، استعرضت الأيوبي محطات ساهمت في تشكيل صوتها الفريد، بدءًا من نشأتها بين ثقافتين، وكتابة أغنيتها “على بالي” في لحظة حنين، ووصولًا إلى ابتعادها عن الأضواء قبل أن تعود بروح جديدة وتأثير الحجاب عليها. وأكدت أنها لم تكن يومًا مهتمة بالظهور الإعلامي المتكرر، بل فضلت التواصل مع الجمهور فقط عندما تمتلك ما يستحق أن يُقال أو يُغنى.

كما تحدثت عن كيفية اختيارها للأعمال التي تقدمها، حيث ترى أن هذا الاختيار يخضع لمعايير وجدانية، وليس لحسابات السوق أو الانتشار. وأشارت إلى أن أحد أكبر التحديات التي واجهتها في بداياتها كان اعتراض بعض الجهات على كلمات أغنية “على بالي”، مما زادها تمسكًا بنصّها وإيمانها بأن الفن لا يُقاس بالقوالب التقليدية.

فيما يتعلق بأغنية “على بالي”، أوضحت أنها لم تكن مجرد بداية لمسيرتها، بل تمثّل لحظة خاصة من البوح الإنساني، كتبتها وهي في حالة من الغربة والحنين، ولم تتوقع أن تصبح عملًا ذا تأثير يدوم في وجدان الناس.

أضافت الأيوبي أن أغنيتها خرجت منها بشكل تلقائي خلال دراستها في الجامعة، وكانت كلماتها تعبر عن مشاعر عميقة تجاه شقيقها الذي انتقل إلى ألمانيا، مما ولّد فيها إحساسًا بالفقد والفراغ. ورغم أنها كانت مترددة في تقديم الأغنية، إلا أن تشجيع المقربين دفعها لتقديمها، وقد حققت الأغنية نجاحًا فاق التوقعات.

كما أشارت إلى أن أثر “على بالي” لم يكن ناجمًا فقط عن التركيب الموسيقي، بل من الطاقة الصادقة التي حملتها الكلمات والأداء، مما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل مباشر. وذكرت أن نشأتها بين مصر وألمانيا ساهمت في تشكيل هويتها الفنية والإنسانية، موضحة أن تنقلها بين الثقافتين منحها وعيًا مبكرًا بالفن كأداة تعبير صادق.

وأوضحت أنها انضمت إلى الكورال المدرسي في ألمانيا ثم إلى كورال الموسيقى العربية في الجامعة الأميركية، مما شكّل بداية وعيها الفني الحقيقي. ورغم كونها شخصية خجولة، إلا أنها وجدت نفسها عندما غنت.

فيما يتعلق بقرار ارتداء الحجاب، أكدت الأيوبي أن عودتها للغناء لم تكن مخططًا لها، بل جاءت نتيجة شوقها للتواصل مع الجمهور. وأشارت إلى أن الحجاب لم يُشكل عائقًا أمام فنها بل كان تعبيرًا عن قناعاتها الشخصية.

كما كشفت عن مشروع جديد يحمل عنوان “بحلم”، والذي يحمل كلماتها وألحانها، بالإضافة إلى استعدادها لطرح فيلم جديد “5 جولات” الذي يتناول موضوع رياضة MMA. وأكدت أن الفن بالنسبة لها هو موقف إنساني، وتعتبر كل لحظة غناء فرصة لاكتشاف ذاتها من جديد، كأنما تولد من جديد في كل مرة.