في قلب جدة القديمة، وُلد الشاعر عبد الإله دشيشة في عام 1371هـ، حيث نشأ محاطًا بالحكايات والأصوات التي زادت من شغفه بالكلمات منذ طفولته. كان يحضر جلسات الحكواتي، يستمع ويتعلم، مما أسس لرحلته الشعرية التي استمرت على مدى ستة عقود. كانت تلك الليالي الغامرة بسحر القصص، مصدر إلهام له ليصبح واحدًا من أبرز الأصوات الشعرية في المملكة.
لم تقتصر كلمات دشيشة على الورق، بل ترددت عبر أصوات كبار الفنانين، مثل جميل محمود وعبد الرب إدريس، الذين أضفوا طابعهم على قصائده، مما جعلها تصل إلى قلوب الجمهور. وأعرب دشيشة بفخر عن أهمية الكلمة الصادقة التي تجد دائمًا طريقها إلى الناس، مشددًا على ضرورة البساطة في الشعر الغنائي.
رغم إنجازاته، لا يخفي دشيشة قلقه بشأن مستقبل الشعر في المملكة، حيث يُعبر عن حاجة المؤسسات الثقافية لرعاية المواهب الجديدة. ويشير إلى أن الشعر جزء من الهوية الثقافية، ويحتاج إلى بيئة محفزة وفرص حقيقية للظهور.
تجربة الشاعر تتخطى شخصه، إذ تواصل إبداع عائلته حيث يكتب ابنه روان الشعر ويعمل ابنه إبراهيم في الإنتاج الفني. يكتب دشيشة في مجالات متعددة، منها الوطنية والعاطفية، مما يجعله صوتًا نابضًا يعكس روح المجتمع.
بعد ستين عامًا، لا يزال دشيشة يكتب ويجد في الكلمة عالمًا متجددًا، مؤكدًا أن الشعر لا يتوقف، بل يظل مستمرًا ما دام القلب ينبض. يُعرف دشيشة بلقب “حكواتي جدة”، وهو شهادة حية على الثقافة السعودية وتاريخه.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : حذيفة القرشي – جدة
post-id: d81ae8e5-c537-4b61-9440-cac5dcd4c4b0