25h Saudi Category

من كاوست إلى العالمية.. سعودي يقود مستقبل الابتكار في أشباه الموصلات

%d9%85%d9%86 %d9%83%d8%a7%d9%88%d8%b3%d8%aa %d8%a5%d9%84%d9%89 %d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9 %d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a %d9%8a%d9%82%d9%88%d8%af %d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8

تواصل المملكة دعمها للمواهب البحثية الشابة في مجالات التقنية المتقدمة، ضمن رؤية طموحة تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي مستدام. ومن بين هذه الكفاءات الوطنية يبرز اسم د. ناصر الفرج، الباحث في جامعة تورنتو والفائز بزمالة “ابن رشد” لما بعد الدكتوراة، والذي يسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الإلكترونيات الضوئية وإلكترونيات الطاقة من خلال أبحاثه المتقدمة في أشباه الموصلات.

بدأ الفرج مسيرته الأكاديمية في جامعة ويسترن ميشيجان بالولايات المتحدة، حيث تعرّف إلى الأسس التطبيقية للهندسة الكهربائية. غير أن التحول الحقيقي في مسيرته البحثية جاء عند التحاقه بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، التي وصفها بأنها وفرت له بيئة بحثية نابضة بالحياة وتوجيهًا أكاديميًا عالي المستوى، مكّنه من بلورة رؤيته البحثية وصقل مهاراته في مجالات متقدمة.

وفي كاوست، أعدّ الفرج أطروحته للدكتوراة تحت إشراف البروفيسور بون أوي، وتناولت الإلكترونيات الضوئية فوق البنفسجية العميقة، مع تركيز خاص على استخدام أشباه الموصلات ذات الفجوات العريضة، وهي مواد تمتلك خصائص كهربائية وضوئية فريدة تمكّن من تطوير أجهزة متقدمة وعالية الكفاءة. أوضح الفرج أن دراسته في كاوست شكّلت نقطة تحول حقيقية في حياته، حيث زودته ليس فقط بتدريب بحثي استثنائي، بل أيضًا بمنظور عالمي وشبكة دائمة من الزملاء والمرشدين.

وأضاف أن تلك البداية المبكرة في مجال الوصلات غير المتجانسة شكّلت مسار بحثي بشكل عميق، ولا تزال تدفعه إلى استكشاف إمكاناتها الكاملة في تطبيقات متنوعة، من إلكترونيات الطاقة إلى أنظمة الاتصالات والإلكترونيات الضوئية.

البيئة متعددة التخصصات في كاوست، والتي تدمج بين هندسة أشباه الموصلات والفيزياء التطبيقية وعلوم المواد، وفّرت للفرج منصة علمية متقدمة أهلته للعب دور قيادي في أبحاث ما بعد الدكتوراة بكندا. وأسهمت هذه الخلفية في تمكينه من تطوير تقنيات جديدة في صناعة أشباه الموصلات، من بينها اكتشاف طريقة مبتكرة لنمو المواد على السيراميك الموصل، مما يُحسن من إدارة الحرارة في الأجهزة الإلكترونية.

كما ركّز الفرج على إدخال مواد متقدمة مثل أكسيد الغاليوم وأكسيد الإريديوم، التي تفتح آفاقًا جديدة لتصنيع أجهزة مدمجة مع السيليكون بأداء أعلى وكفاءة طاقة محسّنة. تعزز هذه الابتكارات أداء قطاعات متعددة تشمل الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، ومراكز البيانات، والاتصالات، والتشخيص الطبي، وتسهم في خفض استهلاك الطاقة وتعزيز الإنتاجية وسرعة الاتصال.

وعن تأثير هذه التطورات، يقول: “يُركز بحثي على معالجة العوائق الرئيسية في تقنية أشباه الموصلات لتمكين أجهزة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وعالية الأداء، التأثير المحتمل يمتد عبر العديد من الصناعات الحيوية لنمو الاقتصاد العالمي واستدامته.”

سجل الفرج عددًا من براءات الاختراع، ونشر أبحاثًا مؤثرة في مجاله، إضافة إلى حصوله على عضوية متميزة في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، كما شارك في تأسيس شركة “NovuSemi Hybridia Inc” بكندا، لتطبيق مخرجات البحث في تطوير حلول عملية مبتكرة.

ويؤكد الفرج أن كاوست وزمالة ابن رشد لعبتا دورًا جوهريًا في تمكينه من تحقيق هذه الإنجازات، ويثمن البيئة الريادية في كاوست التي تدعم الفكر الابتكاري، محاكيًا أن هذه البيئة تمثل حجر الأساس في جهود المملكة للتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

ويرى الفرج أن لدى المملكة فرصة فريدة لتكون لاعبًا محوريًا في مستقبل صناعة أشباه الموصلات، بدعم من كاوست وبرامج مثل زمالة ابن رشد، التي تستثمر في رأس المال البشري من خلال تمكين الباحثين السعوديين من المضي قدمًا في المسارات التقنية المتقدمة.

وأشار إلى أن الزمالة تمثل نموذجًا لاستثمار استراتيجي في نخبة المواهب السعودية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتسهم في بناء جيل من الباحثين القادرين على قيادة الاقتصاد الوطني نحو آفاق أرحب من الابتكار والتطور.

وختم الفرج حديثه برسالة تفاؤل، مؤكدًا أن “مستقبل المملكة في المجال التقني يعتمد على طموح ومثابرة شبابها الموهوب، وأنه على يقين بأنهم قادرون على تحقيق إنجازات عظيمة تبهر العالم.”


عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
post-id: b5b57b37-f14f-4394-8ca4-62ccc0487910