الأمن الأميركي يستخدم الفن لتسويق “أميركا العظيمة مجدداً”

في خطوة مثيرة للجدل، قامت وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) بنشر لوحة “عهد الصباح” للفنان الراحل توماس كينكاد على منصات التواصل الاجتماعي، مرفقة بعبارة “احمِ الوطن”. تعكس اللوحة مشهداً أمثل لأمريكا في منتصف القرن العشرين، حيث تتجول سيارات قديمة في شوارع بلدة صغيرة تحت علم أميركي يرفرف.

وجّه المتابعون انتقادات لاذعة لتصرف الوزارة، حيث تصاعدت التعليقات الساخرة بعد أن قام البعض بإدخال رموز مثل العلم النازي أو استبدال العلم الأميركي بالعلم الإسرائيلي، معبرين عن مشاعرهم تجاه الهيمنة السياسية. كما تفاعلت بعض المتابعات بإضافة عناصر عصرية مثل سيارة “تسلا” أو شخصيات متنوعة عرقياً وجنسياً، مما يعكس التحول الاجتماعي في البلاد.

سارة كاسكون، الناقدة الأدبية، علقت أن استخدام الوزارة للوحة كنوع من الدعاية يعتبر “لحظة ظلام”، حتى وإن كان كينكاد معروفاً برسم المناظر المثالية. بينما يتزامن هذا الحدث مع الكشف عن معسكر اعتقال جديد في فلوريدا، يثير التساؤلات حول السياسة الإنسانية للحكومة.

كينكاد (1958-2012) الذي بنى إمبراطورية فنية في الثمانينيات والتسعينيات، كان محط انتقادات من بعض النقاد الذين اعتبروه رائجا للفن “المبتذل”. كان يتمتع بشعبية بين الإنجيليين، ولكن أعماله لم تلقَ قبولاً في الأوساط الفنية التقليدية. وهذا يعكس تباينًا واضحًا بين الطموح الفني والتسويق السياسي الذي استخدمته الحكومة اليوم.