الملل: ما الأسباب التي تجعل البعض أكثر عرضة للشعور به؟

الملل: لماذا نشعر به أكثر من الآخرين؟

يمثل الملل شعوراً شائعاً، لكنه يختلف من شخص لآخر. يعتقد البعض أن الملل رد فعل عادي للأنشطة المكررة، غير أن الأبحاث تشير إلى أنه شعور معقد بحد ذاته. رائد الفضاء الروسي فالينتين ليبديف، على سبيل المثال، عانى من الملل بعد أسبوع من مغادرته الأرض، رغم استمتاعه بالبداية. هذه التجربة تعكس كيف يمكن أن يؤثر الروتين على مشاعرنا، خاصة في البيئات القاسية.

يقول الباحث جيمس دانكيرت إن بعض الأشخاص، رغم أنهم قد يشعرون بالملل، يتعاملون معه بطرق مبتكرة. في دراسة، وجدت أن 67% من المشاركين كانوا على استعداد لصعق أنفسهم بالكهرباء بدلاً من أن يشعروا بالملل. أثناء الحجر الصحي، ابتكر كثيرون أنشطة غير تقليدية لكسر الروتين.

الملل له أنواع مختلفة، مثل الملل القياسي والتفاعلي والبحث. يسعى الناس عادة للبحث عن طرق لتسلية أنفسهم أو التفاعل مع بيئتهم. من ناحية أخرى، قد يرتبط الملل باضطرابات نفسية أو مشاكل اجتماعية، مثل الاكتئاب والإدمان.

بين الأشخاص الذين لا يشعرون بالملل، نجد رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد، الذي استغل وقت فراغه بطرق مبتكرة، مثل أداء الموسيقى، مما يظهر كيف يمكن أن تقودنا وجهات نظرنا إلى التعامل الإيجابي مع الروتين.

في النهاية، يتضح أن القابلية للشعور بالملل تعتمد على مزيج معقد من العوامل الفردية والبيئية. إذا كنت تعاني من الملل، فكر في كيفية تغيير نظرتك للأمور لتجد المتعة في المهام اليومية.