رواد المطاعم الأمريكية يلجأون إلى بدائل أرخص في مواجهة تقلبات الأسعار

يتزايد عدد الأمريكيين الذين يستبدلون حجز طاولة في مطعم فاخر بخيارات أبسط، والمكونات المستوردة المكلفة ببدائل معلبة أو مجمدة، وهي إشارة مبكرة إلى ضعف تحمل تقلبات التضخم المحتملة الناجمة عن الرسوم الجمركية. تشير تقارير إلى أن عادات الأكل تعكس شعور المستهلكين تجاه الاقتصاد، ومع مرور الوقت، خفّضت الأسر الأمريكية إنفاقها على البقالة والمطاعم.

يمثل إنفاق المستهلكين ما يقارب 70% من إجمالي نمو الناتج المحلي الإجمالي، وخدمات مثل ارتياد المطاعم تشكل جزءًا كبيرًا من هذا الإنفاق. لكن في الآونة الأخيرة، تغير نمط الإنفاق على المطاعم، حيث تراجعت مبيعاتها وسط مستويات التضخم المرتفعة وتراجع ثقة المستهلكين، ما أدى إلى انخفاض الميزانيات. بالرغم من استمرار الإنفاق، إلا أن هناك ميلاً نحو خيارات ذات قيمة أفضل.

تُظهر البيانات أن الأسعار المرتفعة في قوائم الطعام، مقترنة بتراجع القدرة الشرائية، قد أثرّت بشكل خاص على العائلات ذات الدخل المنخفض. بحسب تقرير مبيعات التجزئة، انخفض الإنفاق الشهري على المطاعم بنسبة 0.9%.

تَحسن الإنفاق على المطاعم قليلاً في يونيو، مع ارتفاع بنسبة 1.2% على أساس سنوي، لكن هذه النسبة أقل من مستويات الإنفاق في العامين الماضيين. كما أن زيادة متوسط الإنفاق لكل زيارة نتيجة ارتفاع الأسعار تعوض التراجع في عدد الزبائن، مما يعطي انطباعًا بأن المبيعات قوية.

تشير بيانات المنصات التحليلية إلى أن الزيارات إلى المطاعم زادت بنسبة 0.1% فقط على أساس سنوي في يونيو، مع بقاء عدد زوار المطاعم التقليدية ثابتًا تقريبًا، بينما تراجعت مطاعم الوجبات السريعة بنسبة 0.2%.

أيضًا، يرصد بعض الاقتصاديين تراجعًا في شراء الوجبات الخفيفة، مقابل زيادة الإقبال على السلع المعلبة والمنتجات الأرخص. كما تشير المبيعات المرتفعة للبيتزا المجمدة إلى تقنين ارتياد المطاعم.

ورغم تباطؤ ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لا تزال تكلفة البقالة أعلى بنسبة 29% مقارنة بما قبل الجائحة، مما يزيد من الضغط على المستهلكين. يشير البعض إلى أن الأسر ذات الدخل المرتفع لا تزال تنفق على خدمات مثل المطاعم والسفر، لكنها ليست بمنأى عن البيئة الاقتصادية الحالية.