تربية الأبناء: ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دماغه؟

تربية الأبناء: كيف يتغير دماغ الطفل عند بلوغه سن السادسة؟

مرحلة الطفولة المتوسطة، التي تمتد من سن السادسة إلى الثانية عشرة، تعتبر من الفترات الهامة في نمو الطفل. هذه المرحلة ليست فقط تربوية، بل تشمل تحولًا نفسيًا كبيرًا، حيث يبدأ الطفل في بناء هويته وفهم مشاعره وعواطفه بشكل أعمق.

مع بلوغ الطفل سن السادسة، يواجه تحديات جديدة تتطلب منه الاعتماد على نفسه وتكوين صداقات، مما قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية. هذه التحولات السلوكية، التي تُعرف في بعض الثقافات بـ”بلوغ الأسنان المتخلخلة”، تتزامن مع تغييرات في دماغ الطفل، إذ يكتسب القدرة على التفكير المنطقي والاستنتاج.

خلال هذه المرحلة، يطور الأطفال مهارات العاطفية، مثل القدرة على التعبير عن مشاعرهم، مما يساعد على تقوية علاقاتهم الاجتماعية. القدرة على “إعادة التقييم المعرفي”، أي النظر إلى الأحداث من زوايا مختلفة، تعتبر من الاستراتيجيات المهمة التي يتعلمها الأطفال لتخفيف توترهم.

قد تظهر مشاعر الشك الذاتي أيضًا في هذه المرحلة، الناتجة عن زيادة الوعي بالأفكار والمشاعر لدى الآخرين. لذا، يعد التواصل المستمر مع الأطفال أمرًا حيويًا، حيث يمكن للبالغين مساعدتهم في فهم مشاعرهم وتحمل مسؤولياتهم. تشجيع الحوار حول المواقف الاجتماعية يساعدهم على تطوير “نظرية العقل”، والتي تعزز قدرتهم على التعاطف وفهم مشاعر الآخرين.

باختصار، تعتبر فترة الطفولة المتوسطة فرصة لتقوية الروابط الأسرية وتعليم المهارات الاجتماعية، مما يساعد الأطفال على اجتياز التحديات المستقبلية بنجاح.