الإمارات

الذكاء الاصطناعي يعالج 10 تحديات جوهرية في تعليم أصحاب الهمم

9986a9bb ff75 44a9 99ad 4458dfc8149f file.jpg

أكد خبراء ومتخصصون أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حيوياً في معالجة 10 تحديات تواجه الطلبة أصحاب الهمم في مجال التعليم، منها صعوبة الوصول إلى المحتوى المناسب، والفجوة في التواصل بسبب الإعاقات الحسية، والتنوع الكبير في الاحتياجات التعليمية، إلى جانب نقص الموارد المتخصصة وقلة فرص التعلم المستقل.

وقالوا إن الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز التفاعل والمشاركة، وتوفير تقييم دقيق لأداء الطلبة، والتغلب على حواجز التنقل، مع توفير أدوات تقنية مبتكرة تدمج بين التعلم والتمكين بشكل شامل، ما يفتح آفاقاً جديدة نحو تعليم أكثر شمولية وعدالة.

وتفصيلاً، أشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تقليص الفجوة التعليمية بين الطلبة من أصحاب الهمم وأقرانهم، عبر أدوات الترجمة اللحظية للغة الإشارة، والتطبيقات الذكية التي تحول لغة الإشارة إلى صوت مسموع والعكس، ما يفتح آفاقاً جديدة لدمج الطلبة الصم والبكم في الفصول التعليمية.

وتدعم تقنيات الواقع المعزز والافتراضي الطلبة من ذوي الإعاقات الحركية، عبر محاكاة بيئات تعليمية يمكنهم استكشافها من منازلهم، والمشاركة في تجارب تعليمية ثرية من دون عوائق مادية.

وقال نائب رئيس كلية إدنبرة، خبير الذكاء الاصطناعي التوليدي الدكتور ستيفين جلاسكو: «يشهد قطاع التعليم تحولاً جذرياً في طرق تقديم المعرفة والوصول إليها، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي لم تَعُد ترفاً تكنولوجياً، بل أداة رئيسة لتمكين الطلبة من مختلف الفئات، وعلى رأسهم أصحاب الهمم، من التعلّم وفق قدراتهم واحتياجاتهم الخاصة».

وأضاف: «مع تطوّر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتعلّم الآلي، والتفاعل الصوتي، أصبحت الفجوة التعليمية التي كانت تفصل بين الطلبة من ذوي الإعاقة وأقرانهم في طريقها إلى التلاشي، بعد أن قدمت هذه التقنيات حلولاً مبتكرة تسهم في تمكين أصحاب الإعاقات السمعية والبصرية والحركية والذهنية من التعلّم بشكل مرن ومستقل ومتخصص».

وقالت أخصائية تكنولوجيا التعليم، الدكتورة سمر سلمان، إن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً في تحويل المحتوى التعليمي إلى صيغ متعددة تناسب كل فئة، مشيرة إلى أن أنظمة «تحويل النص إلى صوت» تساعد الطلبة من أصحاب الإعاقات البصرية على استيعاب المناهج بسهولة، في حين تسهم أدوات «التعرف إلى الكلام» في تمكين الطلبة من ذوي الإعاقات الحركية من كتابة المحتوى باستخدام الصوت فقط، كما تُستخدم خوارزميات التعرّف إلى الصور والنصوص المبسّطة لتقديم شروحات مرئية ومقروءة تناسب الطلبة من ذوي اضطرابات التعلّم أو التوحّد، مع قدرة الأنظمة الذكية على تعديل الأسلوب حسب استجابة الطالب وسرعة فهمه.

وأوضحت أخصائية تعليم أصحاب الهمم، شريفة محمد علي، أن أبرز ما يقدمه الذكاء الاصطناعي لأصحاب الهمم هو التعلّم المخصص، حيث تقوم الأنظمة الذكية بتحليل أداء الطالب، وتحديد نقاط القوة والضعف، ومن ثم تقديم محتوى تدريبي فردي يتناسب مع قدراته ومعدلات تقدّمه، كما يمكن لهذه الأنظمة متابعة تطور الطالب، والتكيّف مع حالته المزاجية والمعرفية، لتقديم الدعم في الوقت المناسب.

وترى خبيرة تصميم المناهج أمل فرح، أن الذكاء الاصطناعي ألغى مفهوم الفصول الثابتة، ليحل محله مفهوم التعلّم التكيفي، وهو ما يحتاجه أصحاب الهمم بالضبط، حيث يمكن لكل طالب أن يتقدم وفق سرعته، وضمن بيئة تفاعلية مشجعة.

وقالت إنه رغم التحديات التقنية والتمويلية التي تواجه بعض المؤسسات التعليمية، فإن التوجه العام في دولة الإمارات يُشير إلى التوسّع في إدماج الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية في دعم أصحاب الهمم، والاستثمار في هذه التكنولوجيا ليس فقط التزاماً أخلاقياً، بل خياراً استراتيجياً نحو تعليم أكثر عدلاً وإنصافاً، يضمن لكل طالب مهما كانت قدراته فرصة حقيقية للتعلّم، والمشاركة، والتميّز.

سمر سلمان:
• أدوات الذكاء الاصطناعي تحول المحتوى التعليمي إلى صيغ تناسب الجميع.

أمل فرح:
• الذكاء الاصطناعي استبدل مفهوم الفصول الثابتة بمفهوم التعلّم التكيفي.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 5
المصدر الرئيسي : محمد إبراهيم – دبي
معرف النشر: AE-210725-336

تم نسخ الرابط!
2 دقيقة و 49 ثانية قراءة