كيف تؤثر الفطريات التي تعيش في أجسامنا على أدمغتنا وسلوكنا؟

تؤثر الفطريات التي تعيش في أجسامنا على صحتنا وسلوكنا بشكل أعمق مما كنا نعتقد. تتواجد أنواع متعددة من الفطريات على جلدنا وفي الأغشية المخاطية، كما تعيش في أمعائنا جنبًا إلى جنب مع البكتيريا. نكتسب معظم هذه الفطريات عند الولادة، بينما تدخل فطريات جديدة باستمرار إلى أجسامنا من خلال التنفس أو الطعام.

في السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث تكشف عن علاقة مثيرة للجدل بين الفطريات وصحة الدماغ. تُظهر الدراسات أن الفطريات قد تؤدي إلى التهابات خطيرة في الدماغ، وأن بعض الأنواع قد تساهم في تطور حالات مثل الزهايمر. يُعتقد أن التهابات الدماغ الفطرية تزداد بسبب ضعف الجهاز المناعي الناتج عن عوامل مثل فيروس نقص المناعة المكتسب.

كما تشير الأبحاث إلى أن الفطريات قد تؤثر على سلوكنا عبر إشارات من جهاز المناعة. على سبيل المثال، أظهرت دراسات أن الفئران التي تحتوي على فطريات معينة في أمعائها تكون أكثر تفاعلًا مع بيئتها. يعتقد العلماء أن بعض الجزيئات الناتجة عن استجابة المناعة قد تؤثر على الخلايا العصبية، مما يشير إلى إمكانية وجود رابط بين ميكروبات الأمعاء والسلوك.

علاوة على ذلك، تم ربط فطريات الأمعاء بالاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والانفصام. ومع ذلك، لا تزال الأبحاث في هذا المجال في بدايتها، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لفهم كيفية تأثير الفطريات علينا بشكل شامل.

باختصار، قد تكون الفطريات التي تعيش فينا أكثر تأثيراً مما نعتقد، ومن الضروري استكشاف دورها في صحتنا العقلية والجسدية.