ترامب والدولار.. الرئيس الأميركي يريد عملة قوية وضعيفة في الوقت نفسه

في تحول مفاجئ، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لطالما دعا إلى وجود دولار قوي، عن مزايا الدولار الضعيف وكيف يمكن أن يُسهم في تعزيز الاقتصاد الأميركي. ففي تصريحات له خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قال ترامب: “أنا رجل أريد دولاراً قوياً، لكن وجود دولار ضعيف يجعلك تجني الكثير من المال”.

وأوضح ترامب أن الدولار القوي له مزايا محددة، أولها مكافحة التضخم، ولكن في الوضع الراهن، يمكن القول إنه قد تم القضاء على التضخم. كما أشار إلى أن قيمة الدولار المرتفعة قد تؤدي إلى انخفاض السياحة، بسبب ارتفاع الأسعار، مما يؤثر سلباً على القطاعات الاقتصادية.

وركز الرئيس على أن الدولار الضعيف قد يكون له نتائج إيجابية، مثل تعزيز قطاع الصناعة. وأوضح: “حين يكون الدولار أضعف، تلاحظ تحسنًا في تصنيع الشاحنات والمعدات، كما حال شركة كاتربيلر التي شهدت أداءً جيداً في الآونة الأخيرة، بسبب ضعف الدولار”.

وأشار ترامب أيضًا إلى أن الدول الأخرى، مثل الصين واليابان، قد استفادت من الحفاظ على عملات ضعيفة، مما نتج عنه ظروف تنافسية غير متوازنة، وأوضح أن الضعف النسبي للدولار يمكن أن يسهل فرض الرسوم الجمركية على الدول الأخرى.

في هذا السياق، علق الخبير الاقتصادي بيتر شيف، الذي يعمل ككبير الاقتصاديين في يوروباك، على تصريحات ترامب قائلاً: “يعتبر ترامب أنه يريد دولارًا قويًا ولكنه أيضًا يحتاج دولارًا ضعيفًا. بينما يشعر الدولار القوي بالراحة، فإن الدولار الضعيف يعزز الثروة، لكن السياسات الحالية قد تؤدي إلى تداعيات سلبية”.

تشير البيانات إلى تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 10.8% في النصف الأول من عام 2025، مما يعد أسوأ أداء له منذ انتهاء نظام بريتون وودز في عام 1973. تراجعت قيمة الدولار أيضًا بشكل ملحوظ مقابل عملات رئيسية أخرى.