حققت مسرحيات الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني نجاحًا وانتشارًا واسعًا، إلا أن الموسيقى شكلت جزءًا كبيرًا من أعمال “العبقري” الذي توفي عن 69 عامًا. وقد تجلى ذلك بشكل خاص في مساهمته في تطوير والدته، فيروز، وفقًا للخبراء الذين واكبوا مسيرته.
بدأت مسيرة زياد، الذي ينتمي لعائلة الرحبانية الموسيقية، على خشبة المسرح عام 1973 مع عرض “سهرية”. ومنذ ذلك الحين، برزت موهبته وأصبح انتقاله إلى مسارح بيروت حدثًا ثقافيًا مميزًا. فقد وصفه المسرحي والناقد عبيدو باشا بأنه وضع نفسه في مقدمة المسرحيين في لبنان، وكان له تعاونات عديدة مع الرحباني.
قدم زياد أعماله الشهيرة مثل “نزل السرور” في عام 1974، والتي تنبأت بالحادثة الحرب الأهلية في لبنان، واستمر بتقديم مسرحيات ناجحة مثل “بالنسبة لبكرا شو؟”، “فيلم أميركي طويل”، و”شي فاشل”. وقد تحولت هذه الأعمال إلى ظاهرة اجتماعية تجاوزت الانقسامات السياسية في لبنان، حيث استمع الكثير من الناس، حتى من لم يحضروا العروض، إلى تسجيلاتها.
ومع انتهاء الحرب، قدم زياد أعمالًا مثل “بخصوص الكرامة والشعب العنيد” و”لولا فسحة الأمل”، لكن لم تحقق نفس المستوى من النجاح، ولم يكتب أي أعمال جديدة على الخشبة منذ نحو ثلاثين عامًا.
اعتبرت بعض الشخصيات الثقافية، مثل الإعلامي زافين قيومجيان، أن “الموت الأول” لزياد حدث في نهاية الثمانينات عندما مات حلمه، وأن الأمور التي تلت كانت مجرد ظلال لذلك الإبداع. وأكد باسل على أن مسرحياته كانت تعبر عن نقد للنهج الفني لعائلته، خاصة لوالده عاصي وعمه منصور، فمع انسحابهم من المسرح، توقف هو أيضًا عن تقديم أعمال جديدة.
بالرغم من ذلك، لا يزال زياد يُعتبر من كبار الموسيقيين في لبنان والعالم العربي. فقد أدى إلى تجديد مسيرة والدته وقدم أشكالًا موسيقية جديدة تميزت بالابتكار. بالإضافة إلى أغانيه النقدية للسياق الاجتماعي اللبناني، مثل “أنا مش كافر”، والتي تُعد جزءًا من بصمته الفنية.
اعتبره الكثيرون مثقفًا كبيرًا وشخصاً لا يهمه المال، حيث كانت عمله الفني هو الأهم بالنسبة له. في السنوات الأخيرة، ظهرت عليه مشاكل صحية أثرّت على نشاطه الفني. ومع ذلك، فإنه سيبقى أحد الرموز الثقافية البارزة في تاريخ لبنان.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : العربية.نت ووكالات
معرف النشر: MISC-260725-213