يتولد التسونامي الذي ضربت موجاته سواحل مطلة على المحيط الهادي بعد زلزال قوي وقع في أقصى الشرق الروسي. وشهد العالم إحساسًا بالقلق بفضل زلزال بلغت قوته 8.8 درجة، والذي وقع ليلاً قبالة أرخبيل كامتشاتكا الروسي، وفقًا لمعهد الجيوفيزياء الأميركي.
شددت السلطات الروسية على أن موجات تسونامي اجتاحت منطقة توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي، مما أدى لغمر المياه الشوارع. وذكرت تقارير محلية أن موجة عالية تراوحت بين 3 و4 أمتار سُجلت في إليزوفسكي في منطقة كامتشاتكا.
في اليابان، سُجلت موجات تسونامي تراوحت أيضًا بين و3 أمتار في منطقة أيواتي الشمالية. وقد توقعت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن يبلغ ارتفاع الموجات حوالي 3 أمتار على طول ساحل البلاد المطل على المحيط الهادي.
تزداد موجات التسونامي الناجمة عن زلازل القوة مع اقترابها من قاع البحار. عند انطلاق التسونامي، تكون الموجات صغيرة ومتباعدة، لكن مع تقدمها وسرعتها التي تصل إلى حوالي 800 كيلومتر في الساعة، يرتفع مستوى قاع المحيط، مما يركز الطاقة وينتج عنه ارتفاع كبير للموجات، التي قد تتجاوز أحيانا 20 مترا.
لا تفقد الموجات البحرية المتولدة عن الزلازل طاقتها بسهولة، مما يمكنها من قطع مسافات طويلة لتصل إلى سواحل بعيدة. على سبيل المثال، في عام 1960، تسبب زلزال بقوة 9.5 درجة في تشيلي بتسونامي مدمر وصلت آثاره إلى سواحل اليابان.
بينما تشكل الزلازل السبب الرئيسي للتسونامي، هناك مسببات أخرى مثل الانهيارات البحرية وثورات البراكين. إحدى الحوادث البارزة كانت في بابوا غينيا الجديدة عام 1998، حيث أسفرت عن وفاة أكثر من 2000 شخص. أيضًا، كانت هناك موجات مد صغيرة ناتجة عن تغييرات جوية كبيرة.
في 26 ديسمبر 2004، اجتاح تسونامي قوي سواحل حوالي 10 بلدان في جنوب شرق آسيا، مما أسفر عن نحو 220 ألف قتيل، وقد كان زلزال ذلك اليوم يعادل في قوته حوالي 23 ألف قنبلة ذرية.
ثم في مارس 2011، تعرضت اليابان لزلزال بقوة 9 درجات تلاه تسونامي ضخم دمر سواحل البلاد الشمالية الشرقية، محققًا كارثة أودت بحياة 20 ألف شخص.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة التسونامي لا تقتصر على المحيط الهادي، حيث سبق أن طالت المحيط الأطلسي والبحر المتوسط. وهناك وثائق تاريخية تعود إلى عام 365 ميلادية تشير إلى حدوث تسونامي في مدينة الإسكندرية بمصر.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : باريس : أ.ف.ب
معرف النشر: MISC-300725-174