في أعقاب حادثة سقوط إحدى الألعاب في مدينة الطائف مؤخرًا، عاد الحديث مجددًا حول سلامة المرافق الترفيهية في المملكة، حيث شددت وزارة البلديات والإسكان على لوائحها التنظيمية المعمول بها، مؤكدة على ضرورة التطبيق الصارم للاشتراطات والإجراءات المعتمدة لمنح تراخيص المرافق الترفيهية، في خطوة تهدف إلى وضع حد لأي تهاون قد يمس سلامة الزوار.
ورغم أن هذه الاشتراطات ليست جديدة، إلا أن الحادثة الأخيرة شكلت منعطفًا حاسمًا دفع وزارة البلديات والإسكان إلى التشديد على تطبيقها، حيث أكدت على أن جميع عمليات إصدار التراخيص وتجديدها أو تعديلها تخضع بشكل كامل لنظام إجراءات التراخيص البلدية، معتبرة موافقة الدفاع المدني شرطًا لا يمكن تجاوزه قبل منح الترخيص، إلى جانب تقديم سجل تجاري سارٍ وموافقات الجهات المشرفة.
وأوضحت الوزارة أن اللوائح تهدف إلى ضبط بيئة العمل في القطاع الترفيهي بما يضمن أعلى معايير الأمان المتوافقة مع كود البناء السعودي، وتوفير مناخ استثماري آمن وواضح. مشيرة إلى أن هذه اللوائح، التي تم تصميمها بناءً على أفضل الممارسات العالمية، تهدف في المقام الأول إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأرواح، مؤكدة أن المرحلة الحالية تتطلب يقظة كاملة لضمان الالتزام بها.
في هذا السياق، أكد مستشار السلامة والصحة المهنية وعضو هيئة التدريس بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، المهندس محمد درويش زمزمي، أن حادثة سقوط إحدى الألعاب في مدينة الطائف مؤخرًا ليست مجرد حادث عابر، بل جرس إنذار يتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات المختصة لضمان سلامة مرتادي الملاهي، خاصة في ظل الإقبال الكبير على هذه المواقع الترفيهية خلال الإجازات.
وشدد زمزمي على ضرورة تحديث لوائح السلامة ورفع كفاءة العاملين والمشغلين، مع تكثيف الزيارات التفتيشية المفاجئة، وتطبيق عقوبات صارمة بحق أي تهاون في جوانب الصيانة أو الإبلاغ عن الأعطال.
وأوضح أن الألعاب الترفيهية ليست مجرد وسائل لهو، بل منظومات هندسية وميكانيكية معقدة تتطلب صيانة دقيقة وفحصًا دوريًا، مبينًا أن أي خلل تقني – وإن بدا بسيطًا – قد يتحول إلى مأساة.
وأكد على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة مثل إجراء فحص دوري دقيق لكافة مكونات الألعاب، وتحديد الأعمار والأوزان المناسبة لكل لعبة، والتأكد من وجود مشغلين مؤهلين ومدربين ميدانيًا، مع تثبيت تعليمات الاستخدام والتحذيرات بشكل واضح، وضمان جاهزية فرق الطوارئ والإسعاف السريع داخل الموقع.
وأشار إلى أن الصيانة الوقائية تمثل درع الأمان الأول، وتهدف إلى اكتشاف الأعطال مبكرًا، ومعالجة التآكل والتقادم في الأجزاء الميكانيكية والكهربائية، ومنع التوقفات المفاجئة التي قد تودي بحياة الأبرياء.
وأكد زمزمي على أن سلامة الأطفال والعائلات واجب لا يحتمل التهاون، داعيًا إلى أن تكون حادثة الطائف نقطة تحوّل نحو نظام صارم وعادل يضمن صيانة الملاهي بصفة دورية، ويضع أرواح الناس فوق كل اعتبار.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
معرف النشر: SA-020825-398