هنا كتب شعراء العالم قصائدهم ..”مقهى الحافة” في طنجة

مقهى الحافة في طنجة: رمز للإبداع والثقافة

يعد مقهى “الحافة” في مدينة طنجة المغربية واحدًا من أبرز المعالم الثقافية، حيث يمثل ملتقى للكُتّاب والفنانين منذ تأسيسه عام 1921. ورغم مرور الزمن، يحتفظ المقهى بأصالته وبساطته، بعيدًا عن العروض التجارية السياحية الصاخبة. يقع المقهى على جرف صخري يطل على مضيق جبل طارق، ويقدم إطلالة ساحرة على البحر الأبيض المتوسط.

على مر العقود، استقطب المقهى شعراء وكتّاب عالمين، أبرزهم الروائي الأميركي بول بولز الذي جعل منه مركزًا أدبيًا هامًا. عبر هناك، كتب العديد من أعماله وترجم نصوص مغربية بارزة. كما شهد أيضًا لقاءات مع شخصيات مثل ويليم بوروز وألن غينسبرغ، الذين ساهموا في تعزيز دور المقهى كفضاء لإبداع الأفكار الأدبية الجديدة.

ظهر المقهى في الوثائقي “بول بول: الغريب الكامل”، حيث يسلط الضوء على ذكرياته ولقاءاته داخل المكان. ومع مرور الزمن، أُدرج مقهى الحافة ضمن لائحة الآثار الوطنية، ليحمي هويته التاريخية.

ورغم التحولات الثقافية والاجتماعية في طنجة منذ السبعينيات، حيث انتقل النشاط الإبداعي إلى فضاءات جديدة، لا يزال المقهى يحتفظ بجاذبيته كمعلم سياحي يتطلع إليه الزوار. يعكس “الحافة” ذاكرة غنية لعصر ثقافي مضى، ويواجه تحديات الوقت في استمرار دوره كأيقونة للإبداع والفكر الحر، ما يجعله وجهة تحكي قصة الفن والأدب في ظل تغير الزمن.