في خطوة غير مسبوقة بتاريخ التعليم في المملكة، أقرّت وزارة التعليم رسميًا ضمن التقويم الدراسي الجديد بنظام الفصلين آلية جديدة تُراعي خصوصية المدن المرتبطة بموسمي الحج والعمرة، المتمثلة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والطائف.
ويأتي هذا التعديل ضمن التقويم الدراسي المعتمد للأعوام الأربعة المقبلة (1447هـ – 1450هـ)، ليجسّد نقلة نوعية في مواءمة السياسات التعليمية مع المتغيرات المكانية والزمنية الخاصة بهذه المدن.
وبموجب هذا القرار، تبدأ الدراسة في تلك المدن بعد أسبوع من انطلاقها في بقية مناطق المملكة، فيما تُقدَّم إجازة موسم الحج أسبوعًا كاملًا عمّا هو معتاد، مراعاة للظروف الاستثنائية التي تعيشها هذه المناطق خلال المواسم، من حيث الكثافة السكانية الموسمية، وزيادة حجم الخدمات والتنظيمات المقدمة لضيوف الرحمن.
ويُعد هذا التعديل الأول من نوعه على مستوى تقاويم التعليم في المملكة، حيث يعكس مستوى عالٍ من الوعي والمرونة في صناعة القرار التربوي، ويؤكد حرص الوزارة على تعزيز التوازن بين جودة التعليم ومتطلبات الواقع الاجتماعي والوطني، بما يتسق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع التعليمي وتجويده.
وفي هذا السياق، قال الدكتور بدر البدراني، مدير وحدة الجودة والاعتماد الأكاديمي في كلية التربية بجامعة طيبة: اعتماد نظام الفصلين الدراسيين في السعودية للسنوات الأربع المقبلة، مع مراعاة خصوصية مناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، والطائف خلال موسم الحج، يُعد خطوة استراتيجية تعكس توازنًا واعيًا بين متطلبات التعليم والواقع الميداني في هذه المدن ذات الطابع الاستثنائي.
وتابع بإن تأخير انطلاق الدراسة أسبوعًا، وتقديم إجازة الحج أسبوعًا، يسهم في تخفيف الضغط اللوجستي والاجتماعي، ويُهيّئ بيئة تعليمية أكثر استقرارًا وجودة للطلبة والمعلمين، خصوصًا في ظل الأعداد الكبيرة من الزوار وتكثيف الخدمات الموسمية.
وأضاف البدراني: هذا التعديل يؤكد مرونة المنظومة التعليمية السعودية وقدرتها على التكيّف مع احتياجات المناطق المختلفة، كما يتماشى مع توجهات رؤية 2030 في رفع كفاءة التعليم وجودته، ومن المهم أن تُفعّل آليات تقييم دوري للتقويم وتوقيته لضمان فاعليته على المدى البعيد، مع أهمية توفير محتوى رقمي إثرائي خلال فترات الإجازة، واستثمارها في برامج ثقافية وتوعوي لتعزيز ارتباط الطلاب بقيم الحج والعمرة، وتفتح أمامهم آفاقًا لفهم أعمق للهوية الدينية والوطنية.
وأكد البدراني على أن نجاح هذا التوجه يتطلب تكاملًا حقيقيًا بين وزارة التعليم، والمجتمع التعليمي، وأسر الطلاب، لضمان تطبيق فعّال، يواكب التحولات الوطنية ويلبّي احتياجات الميدان التربوي، دون أن يُغفل خصوصية الواقع المحلي وظروفه المتغيرة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
معرف النشر: SA-060825-735