دولوز… انحاز إلى المقهورين ووقف مع الشعب الفلسطيني

جيل دولوز، الفيلسوف الفرنسي الشهير، كان يحتفظ برأيه بأن الكتابة عن أفكار المؤلفين هي الأمر الأهم بالنسبة لنا بدلاً من حياتهم الشخصية. اتبع دولوز نهجًا يشبه الفلاسفة الأوروبيين الآخرين الذين أكدوا على أهمية اندماج الإنسان في العالم المتحرك والتغيّرات المستمرة للفكر. كانت حياة دولوز مليئة بالمحطات الهامة التي تشكلت خلفية لفلسفته، بدءًا من نشأته في باريس ونقله خلال الحرب العالمية الثانية، إلى تأثيرات عائلته وتجارب الحياة التي عاشها.

دولوز دخل عالم الفلسفة من بوابة الأدب، مستوحيًا من قدرة الروائيين على خلق عوالم جديدة، وسرعان ما أصبح واحدًا من الفلاسفة المبدعين الذين استفادوا من أعمال أسلافهم. كانت رحلته الفلسفية تمتد عبر مراحل مختلفة بدءًا من القراءة التفاعلية مع آراء سابقين، إلى الشراكات الفكرية مع عدد من الفلاسفة والمفكرين، وصولًا إلى التجارب الممارسة لمفاهيمه الفلسفية من خلال التعامل مع الفنون والحياة اليومية.

على الرغم من أن التركة الفلسفية الخلاقة لدولوز كانت مصدر جدل بين النقاد، إلا أنه لا يمكن نكران الوعود التي قدمها للإنسانية من خلال إصراره على الممكنات والتحدي لفلاسفة الانغلاق ومشعوذي نهاية التاريخ. كان دولوز ينحاز إلى المقهورين ويدعم الشعب الفلسطيني خلال معاركهم ضد السلطة. بحكم تأثيره الفلسفي ومواقفه السياسية المثيرة للجدل، يستحق القراءة والتأمل الدائم في أفكاره وتأثيره على العالم المعاصر.