قراءة في موجة «سينما الأمس» الفرنسية البوليسية

Clock
%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9 %d9%81%d9%8a %d9%85%d9%88%d8%ac%d8%a9 %d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7 %d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b3 %d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9 %d8%a7

تُعَد وفاة الممثل ألان ديلون نافذة على حقبة بارزة في السينما الفرنسية، وتحديدًا أفلام “الشباب البوليسي” التي ازدهرت من الستينات إلى السبعينات. كان ديلون، إلى جانب مخرجين بارزين مثل جان-بيير ملڤيل وكلود سوتيه، جزءًا من تحولات هذا النوع السينمائي الذي تميز بعميق التعقيد والشخصيات الإنسانية.

كان لهذه الأفلام طابع جاد يختلف كثيرًا عن الاتجاهات الحديثة التي تدمج الجريمة بالفكاهة أو الفانتازيا. استندت الأفلام على إخراج مدروس وألوان تعكس الواقع، مع تقديم شخصيات مثل جان غابان ولينو فنتورا، الذين قدموا تجسيدات معقدة للشر والخير. على عكس الأفلام المعاصرة، لم تروج هذه الأعمال لمفهوم البطل المجرم بل تناولت الصراعات الداخلية والألم الذي يرافق حياة الجريمة.

مثلًا، في فيلم “الدائرة الحمراء” لجان-بيير ملڤيل، يُعرض مصير الشخصيات بعد نجاحهم في السرقة، مما يمنح المشاهد شعورًا بالذنب والتعاطف معهم. كذلك، يُظهر فيلم “المخاطرة الكبرى” لنفس المخرج صراع لينو فنتورا لتأمين سلامة عائلته، مما يعكس التخبط الذي يعيشه المجرم.

كما كان لكلود شابرول أسلوبه الخاص، حيث قدم أعمالًا مثل “زوجة غير مخلصة” و”الجزّار”، مع تسليط الضوء على الجوانب النفسية للشخصيات. ورغم هدوء نبرة الأفلام، إلا أنها عرضت عالمًا مظلمًا مليئًا بالصراعات الشخصية والمصائر المحزنة. تمثل هذه الأعمال، التي صورت المآسي الإنسانية عبر حكايات بوليسية، أحد أهم إنجازات السينما الفرنسية، والتي تمتاز بالتعامل العميق مع النفس البشرية.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : aawsat.com
post-id: 4e454c91-c758-4b06-a848-887409b7d61c