ما لا تعرف عن “المالديف”.. جنّة السياحة التي التهمتها الديون!

Clock
%d9%85%d8%a7 %d9%84%d8%a7 %d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81 %d8%b9%d9%86 %d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%81 %d8%ac%d9%86%d9%91%d8%a9 %d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%ad%d8%a9 %d8%a7%d9%84

الرحلات البحرية الرائعة والشواطئ المرجانية الجميلة والمياه الصافية، بالإضافة إلى الأسعار العالية، هي السمات الرئيسية لجزر المالديف التي تُعتبر واحدة من الوجهات السياحية الفاخرة. لكن الجانب الآخر لهذه الجزر، التي تضم أكثر من 1200 جزيرة، أصبح مثيرًا للقلق بعد أن خفضت وكالة التصنيف الائتماني “فيتش” تصنيفها للمرة الثانية خلال شهرين، مما يهدد بتأكيد أزمة مالية خانقة في هذا الأرخبيل المعروف بجماله الطبيعي.

تعد جزر المالديف من بين أجمل بقاع الأرض، إذ تتمتع بطبيعة ساحرة وطقس معتدل يتراوح بين 26 و30 درجة مئوية على مدار العام. يُفضل السياح زيارة هذه الجزر خلال الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث تكون الكميات الأقل من الأمطار الموسمية الصيفية.

عند الانتقال إلى العاصمة ماليه، التي تُعتبر الأصغر في العالم، لا يُلاحظ أي معالم سياحية بارزة، بل تشبه الكثير من المدن في جنوب شرق آسيا. ومع ذلك، فإن الجزر التي تشكلت بفعل النشاط البركاني تحت سطح البحر لديها نظام بيئي فريد يجعلها مقصدًا للعديد من السياح والمستثمرين.

**اقتصاد هش**

لسنوات عدة، اعتمدت المالديف على الاقتراض لتغطية عجز ميزانيتها، خصوصًا من الصين والهند، الأمر الذي رفع الدين العام إلى 110% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد أدى هذا إلى تفشي أزمة مالية، حيث سجلت أدوات الدين الخاصة بها أداءً ضعيفًا في الأسواق الناشئة.

انخفضت سندات جزر المالديف بعد تخفيض الوكالة تصنيفها، مما رفع القلق حول احتياطياتها من العملات. تراجعت صكوك الدين الإسلامية حتى وصلت إلى 71 سنتًا للدولار، بعد تداولها بأكثر من 80 سنتًا في بداية أغسطس.

تمتلك بنوك التصدير والاستيراد في الصين والهند الجزء الأكبر من الديون الخارجية للمالديف، مما يعكس الصراع بين القوتين الآسيويتين في محاولة إنقاذ الدولة من أزمة الديون المتفاقمة.

**نفوذ الهند**

بعد انتخاب الرئيس محمد مويزو، الذي تعهد بالحد من الوجود العسكري الهندي في المالديف، يواجه الآن الحاجة إلى دعم الهند والصين فيما يتعلق بأزمة الدين. الدين العام يُعتبر تحدياً كبيراً نظرًا للاعتماد على القروض.

أشارت وكالة فيتش إلى عدم اليقين المتزايد حول خطة الحكومة لتأمين تمويلات جديدة، مما زاد من الضغوط على السيولة.

**انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي**

احتياطيات النقد الأجنبي في المالديف شهدت تراجعًا كبيرًا، إذ انخفضت إلى أقل من 50 مليون دولار في يوليو. وبينما زاد عدد السياح، ظلت الضغوط على الاحتياطيات قائمة، نتيجة الاعتماد على الواردات وتثبيت الروفية المالديفية بالدولار.

وعلى الرغم من محاولة الحكومة تعزيز الاستدامة المالية، فإن التحديات ما تزال تتفاقم، مما يتطلب اتخاذ تدابير شديدة للتأقلم مع الوضع المالي الصعب.

**المقايضات المالية لتخفيف نقص الدولار**

أعلن الرئيس مويزو أن الصين منحت إشارة للتمديد على قروض معينة، لكنه لا يزال يعتمد على الترتيبات مع الهند والصين لتأمين مقايضات العملة. ومع ذلك، يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت هذه التدابير ستتحقق، وسيتعين على المالديف إعادة النظر في استراتيجيات الدين لضمان الاستقرار المالي المستقبلي.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – دبي – العربية.نت
post-id: d3ca9ee9-03e7-4b7a-9619-b5b920da0285