تجربة التشارك في الكتابة

تجربة المشاركة في الكتابة هي ظاهرة نادرة تتطلب تضافر الجهود والتوافق بين الكاتب وشريكه. غالبًا ما ترتبط الكتابة بفردانية، حيث يتمتع كل كاتب بأسلوبه وأفكاره، مما يجعل إمكانية التشارك في الكتابة مهمة معقدة. لكن هناك استثناءات، مثل تجربتي المعماري الراحل رفعت الجادرجي وزوجته بلقيس شرارة، وأيضاً إرفن يالوم وزوجته مارلين.

في تجربة الجادرجي وزوجته، كتب الثنائي كتاب “جدار بين ظلمتين”، والذي تناول حياة السجن القاسية. تناوب الزوجان في الكتابة، مع أسلوب يعكس تجربتهما المشتركة، مما أضفى عمقًا وتأثيرًا على النص. وهذا نموذج يُظهر كيف يمكن للعلاقة الزوجية الطويلة أن تُثري الكتابة المشتركة، خاصة في لحظات الضعف.

من جهة أخرى، يبرز كتاب “مسألة موت وحياة” للدكتور إرفن يالوم وزوجته مارلين، في إطار مختلف. كان الكتاب ثمار علاقة دائمة تخللتها التحديات الصحية، حيث تعاطى الزوجان مع قضايا الموت والحياة من خلال الكتابة المشتركة. رغبتهم في توثيق تجربتهما العاطفية والوجودية عكس قدرة الكتابة على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية.

تجسد هذه التجارب قيمة الكتابة المشتركة، التي لا تقتصر على تبادل الأفكار وإنما تعكس أيضًا الروابط العاطفية العميقة بين الأفراد. إن الكتابة، رغم كونها فعلًا فرديًا بالضرورة، يمكن أن تفتح الأبواب لتبادل الخبرات الفريدة وعرض التجارب المشتركة. هذه الديناميكية لا تُثري النصوص فحسب، بل تعزز أيضًا الحياة نفسها.