كشفت دراسة علمية حديثة عن سبب غير متوقع لارتفاع الوفيات في أوساط الأطفال في جميع أنحاء العالم. وقد توصل الباحثون في جامعة شيكاغو إلى أن زيادة استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة تسهم في تفاقم هذه الوفيات.
واستنادًا إلى التقرير، رصد الباحثون زيادة في استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية الكيميائية لحماية محاصيلهم من الحشرات. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدل وفيات الرضع بنسبة 8 في المائة، مما يعني وجود 1334 حالة وفاة إضافية بين الرضع.
أثبتت الدراسة أن كل زيادة بنسبة 1 في المائة في استخدام المبيدات الحشرية ترتبط بزيادة بنسبة 0.25 في المائة في معدل وفيات الرضع. وعثر الباحثون أيضًا على أن تزايد أعداد الحشرات يعود إلى انخفاض أعداد الخفافيش، بسبب متلازمة “الأنف الأبيض”، وهو مرض فطري يتسبب في موت أكثر من مليون خفاش سنويًا في أميركا الشمالية.
تعتمد الخفافيش على تناول كميات كبيرة من الحشرات كل ليلة، مما يجعل غيابها يؤدي إلى زيادة في أعداد الحشرات ويحفز المزارعين على استخدام المزيد من المبيدات الكيميائية. فقد أظهرت النتائج أن تراجع أعداد الخفافيش مرتبط بزيادة بنسبة 30 في المائة في استخدام المبيدات الاصطناعية، والتي ترتبط بدورها بمخاطر أعلى للعيوب الخلقية وانخفاض الوزن عند الولادة.
وأشار الدكتور إيال فرانك، مؤلف الدراسة وأستاذ مساعد في جامعة شيكاغو، إلى أن الخفافيش لها قيمة كبيرة كمبيدات حشرية طبيعية، وأن تراجعها يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة البشر. تأتي هذه النتائج في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من ارتفاع معدلات وفيات الرضع، والتي يُعزى جزء منها إلى الولادات المبكرة ومضاعفات الحمل.
وقد تناولت الدراسة 245 مقاطعة شهدت حالات للإصابة بمتلازمة “الأنف الأبيض”، التي تتسبب في إصابة الخفافيش خلال فترة السبات في الشتاء.
كما لاحظ الفريق أن المزارعين في المناطق المتضررة زادوا من استخدام المبيدات الاصطناعية بنسبة 31 في المائة لتعويض نقص الخفافيش، وبالتالي حماية محاصيلهم من الزيادة الناتجة في أعداد الحشرات. وتبين أن وفيات الرضع في تلك المناطق بسبب الأسباب الطبيعية قد ارتفعت بنسبة 8 في المائة، أي ما يعادل 1334 حالة وفاة إضافية بين عامي 2006 و2017.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – لندن – العربية.نت
post-id: 5ec4e70a-8a69-4a8e-be51-a7fad9b772a4
