منوعات

الفيلم التونسي ” نوار عشيّة “.. رحلة لشاطئ السعادة المفقودة والموت المحتوم

%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85 %d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%8a %d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1 %d8%b9%d8%b4%d9%8a%d9%91%d8%a9 %d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9 %d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b7

قضايا الهجرة والبحث عن الهوية عبر قوارب الموت التي تبحر في أعماق البحر الأبيض المتوسط وتلاقي مصير الموت ما زالت تشغل ضفتي هذا البحر. تتعدد الأساليب التي تعالجها السينما الأوروبية من خلال تناول موضوع الهجرة من شواطئ شمال إفريقيا، حيث تسلط الضوء على الأسباب المختلفة التي تدفع الناس لمغادرة أوطانهم، كالاضطهاد والحروب. كثير من هؤلاء اللاجئين قد عاشوا تجارب مؤلمة في بلادهم، وهذا ما يتجلى في الفيلم التونسي “نوار عشيّة” للمخرجة خديجة لمكشر، الذي يأخذنا في رحلة عبر قوارب الموت بحثًا عن السعادة المفقودة، رغم المخاطر التي قد تعترضهم في عرض البحر.

تتجلى أهمية قضية الهجرة إلى أوروبا، خصوصًا بعد أحداث الربيع العربي، حيث أصبحت ظاهرة متزايدة ومعقدة. فيلم “نوار عشية” يقدم تصورًا دراميًا للأحلام المفقودة والخسائر التي يتعرض لها الشباب الراغبون في الهجرة، ويعكس الوضع المأساوي في دولهم.

تدور أحداث الفيلم حول شخصية “دجو”، مدير صالة ملاكمة في حي فقير قرب تونس العاصمة، الذي يبحث عن بطل يتدرب في صالته القديمة. يكتشف الشاب “يحيى” الذي يمتلك موهبة فطرية في الملاكمة، لكنه مشغول بالبحث عن طريقة للعبور إلى أوروبا عبر الهجرة غير الشرعية. يسرد الفيلم التحديات التي يواجهها الشباب التونسي في ظل وضع اقتصادي صعب وبحثهم المستمر عن فرصة عمل ومستقبل أفضل.

يمثل “نوار عشية” نوعًا من الزهور التي تنبت في العتمة وتموت مع الفجر، مجسدًا بذلك أرواح الشباب التي تزهق في بيئة فاسدة وبحثهم عن حياة أفضل. تجسد مشاهد البحث في القمامة والبيوت المهترئة واقع الشباب، بينما يسعى “دجو” لتحويل “يحيى” إلى بطل قومي.

بينما ينتقل “يحيى” من قاعة التدريب إلى البطولة، يظهر التحدي المستمر بين تحقيق الأحلام ومعاناة الهجرة والمخاطر المرتبطة بها. يعرض الفيلم مشاهد متميزة من الطبيعة التونسية، مما يبرز تناقض جمال الشاطئ مع المآسي التي يتعرض لها الكثيرون.

تناقش المخرجة خديجة لمكشر صعوبات إنتاج “نوار عشية”، حيث تعتبرها تجربة جديدة لها بعد إنتاج أفلام قصيرة، مع الإشارة إلى أن الفيلم مستلهم من الأحداث الجارية التي يعيشها الشباب. كما ذكرت أن الفيلم يسعى لتقديم صورة رومانسية للبحر، بعيدًا عن مشاهد الغرق والموت، ليعكس جمال الطبيعة كملاذ آمن.

بذلك، يتناول الفيلم موضوعات إنسانية عميقة تحاكي الواقع التونسي وتسلط الضوء على آمال وآلام جيل كامل من الشباب، مما يجعله تجربة فنية فريدة تعكس قضايا محلية وإقليمية هامة.



عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : القاهرة – سعد المسعودي Alarabiya Logo
post-id: 97d903dc-6f81-4541-b75c-44692eadd608

1 دقيقة و 52 ثانية قراءة