لماذا تتسابق شركات التكنولوجيا على تمويل الاندماج النووي؟

لماذا تتسابق شركات التكنولوجيا على تمويل الاندماج النووي؟

تشهد تكنولوجيا الاندماج النووي اهتمامًا متزايدًا من قِبل قادة العالم والمستثمرين بعد تحقيق علماء أميركيين انجازًا كبيرًا في أواخر عام 2022، حيث تمكنوا من توليد “طاقة اندماج نووي” باستخدام تقنية الليزر. هذا الإنجاز أظهر أن الاندماج النووي ليس بعيد المنال، وقد دفع العديد من الشركات والحكومات إلى استثمار المزيد في هذا القطاع، باعتباره يمكن أن يكون مصدرًا غير محدود ورخيص للطاقة.

حالياً، هناك أكثر من 43 مشروعًا قيد التطوير حول العالم في مجال الاندماج النووي، بمجموع استثمارات تتجاوز 8 مليارات دولار، والعديد من هذه الاستثمارات جاءت من القطاع الخاص. ومع ذلك، يبقى تحقيق الاندماج النووي كمصدر فعلي للكهرباء تحديًا كبيرًا، إذ يتطلب تكنولوجيا متقدمة في مجالات عدة مثل المواد وأنظمة التبريد.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة تتصدر هذا السباق، ولكن الصين وبلدان أخرى مثل ألمانيا واليابان وبريطانيا تسعى أيضًا لتطوير مفاعلات اندماج خاصة بها. وتعكس هذه الحملات المخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة في مجالات الطاقة النظيفة حيث سيطرت الصين على السوق بعد أن طورت الولايات المتحدة التكنولوجيا.

من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أن الاندماج النووي قد لا يُتاح بشكل تجاري قبل عام 2050، بسبب التحديات التقنية الكبيرة. ومع ذلك، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل مايكروسوفت وأمازون، تدرك أن الاستثمار في الاندماج النووي يمثل فرصة استراتيجية طويلة الأجل، تتيح لها السيطرة على مستقبل الطاقة النظيفة وتعزيز قوتها الاقتصادية والسياسية.