أزمة ندرة لا قلة مال .. حتى أصحاب الملايين في أمريكا يكابدون للحصول على سكن
في سعيه للعثور على منزل فاخر للإيجار في سان فرانسيسكو لأحد عملائه المليارديرات، واجه وكيل العقارات ألكسندر لوري مشكلة غير متوقعة وهي نقص المعروض، لا ارتفاع التكلفة! كان عميل لوري الثري، وهو مالك لشركة كبرى، يبحث عن منزل مكون من 5 أو 6 غرف نوم للإقامة المؤقتة أثناء تجديد منزله، وكان مستعدا لدفع أي مبلغ.
لكن لوري يشير إلى أن المدينة الشهيرة “تعاني نقصا في القصور المعروضة للبيع ونقصا أكبر في المعروضة للإيجار”، كما أفاد موقع “ماركت ووتش”. وعندما يتوفر منزل فاخر بمواصفات ممتازة، يُنتزع بسرعة بسبب المنافسة المحتدمة. على الرغم من أن سان فرانسيسكو مدينة صغيرة نسبيا، إلا أنها تضم عددا كبيرا من الأثرياء، مما يزيد الطلب.
وبحسب لوري، فإن المنازل التي تزيد مساحتها على 6 آلاف قدم مربعة نادرة، ولا توجد إلا في أحياء راقية. أحد هذه المنازل يضم 5 غرف نوم ويبلغ إيجاره الشهري 30 ألف دولار، وقد “خُطف خلال 48 ساعة بعد تلقي عدة عروض” وفاز به عميل لوري، كما يقول الوسيط العقاري.
الأزمة لا تقتصر على سان فرانسيسكو فقط، فوسط مدينة نيويورك يشهد كذلك نقصا في المعروض من الإيجارات الفاخرة، وفقًا لخبيري العقارات جيسون شوشمان وجاك فوسارد. يبحث العملاء الأثرياء في المدينة عن ميزات مثل مواقف السيارات الخاصة، والإطلالات الخلابة، والخدمات الفندقية، لكنهم يريدون في الوقت ذاته دفع أسعار “عادلة”.
يمكن القول إن أزمة السكن وصلت إلى الفئة الأكثر ثراء، التي تشكل 1% من السكان، فكما يجد المشترون العاديون صعوبة في شراء المنازل، يعاني الأثرياء من نقص الخيارات المناسبة للإيجار، والسبب ليس المال بل قلة المعروض عالي الجودة. يشهد الطلب على المساكن المخصصة للإيجار بين الأثرياء ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفع عدد الأسر التي يصل دخلها السنوي إلى مليون دولار أو أكثر وتختار استئجار منزل بنسبة 204% بين عامي 2019 و2023، وفقًا لتحليل منصة “رينت كافيه”.
أكثر المدن التي تضم مستأجرين من أصحاب الملايين تشمل نيويورك، وسان فرانسيسكو، ولوس أنجلوس، وسان خوسيه، وبوسطن.
ومع تزايد الطلب، لا يواكب نمو المعروض المخصص للإيجار هذه الزيادة، لأسباب منها توفر منازل فاخرة للبيع أكثر من المتوفرة للإيجار، وفقًا لجوناثان ميلر، مؤلف تقرير “إليمان” العقاري الدوري. في ميامي، أصبح من الصعب العثور على منازل بإضافات تجذب المليارديرات مثل الساونا وغرف البخار، ويفضّل الأثرياء توفر مطاعم داخلية وخدمات سبا في المباني السكنية، كما ذكر الوكيل العقاري مندل فيليج.
في مدينة باينكريست، جرى تأجير منزل بسعر 60 ألف دولار شهريًا، وهو من أعلى الأسعار المُسجّلة في المنطقة.
أما بالنسبة لأسباب إقبال الأثرياء على استئجار المنازل، فهي متنوعة، ومنها عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأمريكي، وغياب الرغبة في الاستقرار في مدينة معينة، أو التردد في دفع ضرائب ملكية المنازل، أو الحاجة إلى سكن مؤقت.
تختلف أسباب نقص المعروض من مدينة لأخرى، فحوالي 70% من الشقق في نيويورك تقع داخل ما يُعرف بـ”المباني التعاونية”. بينما تتمثل مشكلة سان فرانسيسكو في ندرة الأراضي المتاحة للبناء. في نيويورك، عندما يرغب عميل ثري بالسكن في مبنى ما، يتصل السماسرة ببعضهم للبحث عن مالك مستعد لتأجير شقته.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
post-id: 0f6c5438-0bcf-4a55-a515-f33928403ac9