**«جنون الطماطم» يزيد من شكاوى المصريين من ارتفاع الأسعار**
قررت المصرية سلوى محمود تقليل كمية شراء الطماطم إلى نصف كيلو، بعدما اعتادت على اقتناء ثلاثة كيلوغرامات في كل زيارة لسوق الخضار، وذلك في ضوء الارتفاع الملحوظ في أسعار الكيلوغرام الواحد الذي تجاوز 30 جنيهاً في بعض الأسواق. يأتي هذا الارتفاع في ظل استياء متزايد من المصريين بسبب تزايد تكلفة المعيشة، حيث يُرجع البعض السبب إلى زيادة درجات الحرارة التي أثرت سلباً على إنتاج الطماطم.
سلوى، البالغة من العمر أربعين عاماً، التي تسكن في حي عابدين بوسط القاهرة، عبرت عن قلقها من الارتفاع الكبير للأسعار، قائلة: “إذا استمر السعر في الارتفاع، قد أضطر للاستغناء عن الطماطم قريباً”، لكنها أضافت أنها تعرف جيداً أن الطماطم لا يمكن الاستغناء عنها من وجبات الأسرة. وأوضحت أن المخصصات المالية الشهرية لا تكفي لتلبية احتياجات الأسرة بسبب الارتفاعات المستمرة في الأسعار.
وفي سياق متصل، تدخلت شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية في القاهرة بشأن شكاوى المواطنين، حيث أوضح نائب رئيس الشعبة، حاتم النجيب، أن الارتفاع الملحوظ في الأسعار يعود إلى ضعف الإنتاج خلال شهري يوليو وأغسطس نتيجة لدرجات الحرارة غير المعتادة. وأكد النجيب أن الأسعار الحالية مؤقتة، ومن المتوقع أن تعود إلى مستوياتها الطبيعية مع بداية حصاد الموسم الجديد في منتصف أكتوبر حتى نهاية نوفمبر.
وسلط الارتفاع في أسعار الطماطم – التي تُعتبر عنصراً أساسياً في الوجبات المصرية – الضوء على انتقادات عديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اشتكى المستخدمون من غياب الرقابة على الأسواق في ظل استمرار ارتفاع أسعار مختلف السلع الغذائية.
من جانبه، أكد الدكتور خيري حامد العشماوي، أستاذ الاقتصاد الزراعي في المركز القومي للبحوث، أن التغيرات المناخية ليست الوحيدة المسؤولة عن الارتفاعات السعرية، إذ أن هناك عوامل عديدة تلعب دوراً أيضاً. وأشار إلى أن الفجوة الكبيرة بين تكلفة الإنتاج والأسعار النهائية تؤثر على السوق، حيث يحصل الفلاح على نسبة ضئيلة من الأرباح، بينما تستحوذ التجارة والموزعون على الجزء الأكبر من الأرباح.
في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقوداً على تحسين الإنتاج وضمان استقرار الأسعار في الأشهر المقبلة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : aawsat.com
post-id: ec4a4d47-c6ea-4168-bbc2-09064be84795
