“دراسة تدق ناقوس الخطر”.. الأغذية المغلفة بالبلاستيك تلوث طعامنا

أظهر بحث جديد أن إزالة أغطية البلاستيك عن اللحوم، والفاكهة، والخضراوات يمكن أن يؤدي إلى تلوث الطعام بجزيئات بلاستيكية دقيقة ونانوية، مما قد يؤثر على الصحة. كما وجدت الدراسة أن الجزيئات البلاستيكية المجهرية قد تتساقط أيضًا من الزجاجات والبرطمانات الزجاجية التي تحتوي على أغطية معدنية مغلفة بالبلاستيك.

في هذا الصدد، قالت مؤلفة الدراسة، ليزا زيمرمان، إن الاحتكاك الناتج عن فتح وإغلاق أغطية العبوات يمكن أن يطلق كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق والنانوي في المشروبات. وأوضحت زيمرمان، التي تعمل في مؤسسة “Food Packaging Forum” المعنية بدراسة المواد الكيميائية الموجودة في المواد الملامسة للأغذية، أن الأبحاث تشير إلى أن عدد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يزداد مع كل فتح زجاجة، مما يدل على أن استخدام المواد الملامسة للأغذية يسهم في إطلاق هذه الجزيئات.

وفقًا للدراسة، قام الباحثون بقياس وجود الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والمشروبات مثل العصائر، والأسماك المعلبة، والأرز، والمياه المعدنية، وأكياس الشاي، وملح الطعام، والأطعمة الجاهزة، والمشروبات الغازية.

وفي سياق ذي صلة، أظهر تحقيق آخر أجري من قبل مؤسسة “Food Packaging Forum” عن تسرب أكثر من 3600 مادة كيميائية إلى المنتجات الاستهلاكية خلال عملية تصنيع الأغذية ومعالجتها وتعبئتها وتخزينها، مما يؤدي إلى دخول هذه المواد إلى جسم الإنسان.

وعلى الرغم من أن العلماء كانوا على دراية بالمواد الكيميائية السامة المحتملة التي قد تتسرب من البلاستيك إلى الطعام، فإن ما يثير القلق هو أهمية تغليف المواد الغذائية كمصدر للتعرض لجزيئات البلاستيك.

ويعتبر البلاستيك الدقيق أجزاء بوليمرية تتراوح أحجامها بين أقل من 0.2 بوصة إلى ما يقرب من واحد من 25 ألف من البوصة. أما البلاستيك النانوي، وهو الأصغر، فيقاس بمليار جزء من المتر. ويؤكد الخبراء أن هذه الجزيئات الصغيرة يمكن أن تنتقل عبر أنسجة الجهاز الهضمي، أو من الرئتين إلى مجرى الدم، مما قد يسهم في انتشار مواد كيميائية ضارة داخل الجسم.

لتقليل التعرض للبلاستيك الدقيق، ينصح بالحد من استخدام العبوات البلاستيكية، واستخدام مواد مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج عند الإمكان. كما ينبغي تجنب تسخين الطعام في الميكروويف باستخدام عبوات بلاستيكية، لأن الحرارة قد تؤدي إلى تسرب المواد الكيميائية.