في أي مواجهة عسكرية ممتدة، يتعين على الولايات المتحدة دعم قواتها البرية بالغذاء والوقود والذخيرة والأسلحة، ولكن في صراع محتمل مع الصين بشأن تايوان، سيأتي هذا الدعم من مناطق بعيدة مثل الفلبين واليابان. وفقًا للباحثين في مؤسسة راند للأبحاث والتطوير، راجان وكارلين ستانلي، يعني ذلك الاعتماد على السفن الكبيرة غير المسلحة التي يعمل بها طاقم مدني، مثل تلك التي تديرها قيادة النقل البحري العسكري، والتي قد تكون عرضة للهجمات.
يعتبر الباحثان أن “أسطول الصيد” الصيني المتفوق عدداً والمجهز عسكرياً قد يتفوق على هذه السفن. ويقترحان وسيلة أكثر أمانًا وقابلية للتطوير، وهي استخدام سفن سطحية صغيرة ذاتية القيادة ومنخفضة التكلفة لتوصيل الإمدادات للقوات. يمكن لكل سفينة من هذا النوع أن تحمل كمية معادلة لحاوية شحن واحدة أو اثنتين، ويمكن أن تعمل في أسراب تتكون من عشرات أو مئات السفن، مما يصعب على الخصم استهداف جميع السفن في وقت واحد. حتى في حال تعرض عدد كبير منها للهجوم، فمن غير المرجح أن يتم تدمير سلسلة الإمداد بالكامل.
هذا النهج يمثل تحولا جذريًا عن الإمداد اللوجستي التقليدي باستخدام السفن الكبيرة، حيث يساهم توزيع الشحن على عدة سفن صغيرة في تقليل خطر فقدان جميع الإمدادات في حال تعرضها لهجوم. السفن التي تلامس سطح المياه لها بصمة أصغر، مما يجعلها أصعب للكشف، كما أن السفن غير المأهولة تقلل من خطر الإصابات البشرية وتحد من تأثير نقص القوى العاملة المدنية في قيادة النقل البحري.
علاوة على ذلك، لا تتطلب هذه المركبات المائية الصغيرة ميناء، مما يسهل وصولها إلى أماكن قريبة من ساحة المعركة. يمكن أن تعمل كخزانات بحرية تقدم الإمدادات في الوقت المناسب. الباحثان أشارا إلى أن تصنيع أسطول من هذه السفن الصغيرة يمكن أن يتم بسرعة في الولايات المتحدة، باستخدام تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد.
على الرغم من الفوائد، يواجه هذا النوع من السفن تحديات تتعلق بالاستخدام في المحيطات المفتوحة، خصوصًا فيما يخص الانقطاع المحتمل في الاتصالات أو القرصنة. من المهم أيضًا أن تكون كل سفينة قادرة على إتمام مهمتها بشكل مستقل، وعلى الرغم من أن التشغيل الذاتي يسمح بالتنسيق الجماعي، إلا أنه يشكل تحديات تكنولوجية.
يتطلب تفريغ الشحنات بدون طاقم أو ميناء استراتيجيات جديدة لوزارة الدفاع الأميركية. التغييرات اللازمة في القوانين البحرية لشركاء الولايات المتحدة ستتطلب جهوداً دبلوماسية كبيرة، مما قد يستغرق وقتاً فور اندلاع الصراع. ومع ذلك، فإن هذه التحديات ليست غير قابلة للحل، حيث تم تجاوز عقبات مماثلة في مشاريع سابقة.
ختامًا، يشدد الباحثان على ضرورة وجود تفكير مبتكر في أساليب جديدة لتوصيل الإمدادات لمواجهة التحديات التقليدية في المحيطين الهندي والهادئ ضد خصم قوي.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : واشنطن : د.ب.أ
post-id: f6cdb514-23ef-42cc-878e-ff04de93db2f